26 ديسمبر 2015 السبت 5:40 مساءً على مر التاريخ، لم يستعمل فن الكتابة العربية لتدوين و نسخ الكتب فحسب. فمنذ تطورة في القرن السابع الميلادي جري استخدامة ايضا كعنصر زخرفي. امتلات المساجد و المدارس و الاضرحه و المبانى المدنيه بالادعية و الابتهالات الدينيه و الاشعار المكتوبة بصورة منمقه على الخزف و المعدن و الخشب و الجص و الحجر. و ربما سمح هذا بتقريب النصوص لاولئك الذين لم يكن لديهم حظ في امتلاك الكتب، اضافه الى تزيين الابنيه في الوقت ذاتة مع اجتناب التصوير الرمزى بقدر الامكان. الا ان هذا الاخير لم يكن ابدا غائبا تماما عن الفن الاسلامي، و تبرهن على هذا الصور الجداريه بالقصر الاموى "قصير عمرة" الاردن و مشاهدها الحيه الماخوذه من الحياة اليومية، و كذلك المنمنمات الفارسيه و التركيه و الاغراض الخزفيه و الصناديق الصغيرة العاجيه و قطع الرخام الاندلسية ومع ذلك، فان الكتابات الخطية، الى جانب التصاوير النباتيه و الزخارف الهندسية المتشابكه و المقرنصات، كانت بلا شك هي السمه الزخرفيه بامتياز للفن و الهندسه المعماريه الاسلاميين في كافه الارجاء. اما فيما يتعلق بغرب دار الاسلام، فسرعان ما تغطت المبانى المدنيه و الدينيه بزخارف كتابيه رائعة على مختلف نوعيات المواد.
الزخارف الآدمية, الحيوانية: عرف المسلمون الصور الآدمية ورسوم الحيوانات غير أن رسم الكائنات الحية مكروها في بداية الاسلام بوجه عام. إن الفنان العربي لم يهتم بالتعبير عن الأشكال الآدمية والحيوانية تعبيرا مقصودا به ذات الإنسان والحيوان ولكنه استخدم هذه العناصر كوحدات زخرفية بحتة لها قيمتها الفنية. نماذج من الزخرفة الحيوانية والآدمية
استخدمت النجوم الثمانية كثيرًا في أعمال التبليط الإسلامية ، وكانت عادة ما تصنع من مربعين ، يميل أحدهما 45 درجة على الآخر. كما استخدمت مضلعات أخرى كالمُخمّسات والمثمنات،كان بالإمكان الجمع بين تلك الأشكال لتشكيل أنماط معقدة عن طريق أشكال متنوعة من التناظر كالإنعكاس والتدوير. يمكن اعتبار تلك الأنماط فسيفساء هندسية يمكن أن تمتد إلى ما لا نهاية. يزعم الفنان رومان فيروستيكو أن تلك الأشكال هي في الواقع خوارزميات ، مما يجعل الزخارف الهندسية الإسلامية هي سلف فن الخوارزميات الحديث ، وقد أوضح عصام السيد وعائشة بارمان في كتابهما «مفاهيم هندسية في الفن الإسلامي» أن المزخرفين المسلمين استخدموا نظامًا قُسّمت فيه الشبكات الهندسية إلى وحدات متماثلة تتكرر في اطراد منتظم. ويتم ذلك بتقسيم المساحة إلى مربعات أو مسدسات متشابهة في الحجم ، يرسم داخل كل وحدة شكل هندسي يؤخذ على أنه أساس الشبكة التي سيبنى عليها مخطط تلك الوحدة. وترتبط كل وحدة من كل الجهات مع وحدات أخرى متماثلة لتؤلف الشكل الإجمالي لتلك المساحة،فساعدت تلك الطريقة في عملية تكبير وتصغير المخططات الزخرفية بسهولة على أساس العلاقة النسبية بين الأشكال الهندسية.